الاثنين، 12 مارس 2012

24 عاما على رفع "الراية البيضا"


"الجالسون على الرصيف حول فيلا أبو الغار بالإسكندرية ينادونكم للجلوس معهم، حتى لا يُضطر الدكتور مفيد أبو الغار وفريقه إلى رفع الراية البيضا."


هل تصدق أنه قد مر 24 عاما على هذه الاستغاثة الرمزية؟

24 عاما مرت منذ إنتاج هذه الدراما التي نادت بالحفاظ على القيمة والهوية وعلى شخصية مدينة الإسكندرية العمرانية، على الرغم من أن التخريب يومها كان يتم في أماكن متفرقة وبشكل غير ممنهج كما هو الحال اليوم.

24 عاما هدمت فيها -ولا تزال- آلاف الفيلات والأبنية الجميلة التي شيدها معماريون وبناؤون يُقدّرون آدمية من يسكن ومن يعمل ومن يسير على قدميه في الشارع والميدان، وتم استبدالها بمسوخ خرسانية دميمة، شديدة الضخامة من الخارج، شديدة الشح في المساحات والارتفاعات من الداخل، لا تعرف الشمس ولا الهواء ولا الخُضرة. 

24 عاما لم يزد فيها "تتار الزمن الأغبر"، كما أطلق عليهم أسامة أنور عكاشة، إلا مزيدا من الاجتراء والقدرة على التدمير.

24 عاما لم ننجح في تقديم أي حلول تخطيطية أو قانونية أو اقتصادية لهذا الخراب كما فعلت باقي دول العالم التي حافظت على هوية مدنها لترسيخ قيم الانتماء والوطنية لدى أبنائها أو على الأقل لاجتذاب المزيد من السياحة، وفي الوقت نفسه لم تتوقف بها التنمية والتعمير.

24 عاما، وما من مجيب! لم تهدأ البلدوزرات ولو قليلا، بل حتى الفيلا التي تم تصوير المسلسل بها على كورنيش الإسكندرية، واحدة من فيلتين كان يملكهما عثمان باشا محرم، هي نفسها هدمت! 

مفارقة مؤلمة.

قدرنا أننا عشنا ولازلنا نعيش في زمن "فضة المعداوي".




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق